مشاريع كبرى تحول شاطئ فم الواد إلى وجهة سياحية واستثمارية بالعيون

0

صحراء بينتي تريس:العيون

على بعد حوالي عشرين كيلومترا من مدينة العيون، تمتد طريق تحفها الكثبان الرملية وتداعبها نسائم المحيط الأطلسي لتقود الزائر نحو شاطئ فم الواد، واحدة من أجمل الوجهات البحرية بالأقاليم الجنوبية، إن المشاريع المستقبلية المبرمجة للمنطقة، لا سيما التطوير المرتقب لميناء العيون القريب، ستجعل هذه الوجهة أكثر جذبا للسياح والمستثمرين على حد سواء.

بفضل مشاريع حماية السواحل وإنشاء كورنيش عصري، ستتحول منطقة فم الواد إلى وجهة سياحية متكاملة تجمع بين جمال الطبيعة وبنية تحتية حديثة، لتصبح هذه المنطقة البحرية جوهرة إضافية ضمن التنمية التي تعرفها جهة العيون الساقية الحمراء.

 

وعلى طول الطريق المؤدية إلى الساحل، تتوزع مشاريع تنموية متنوعة، منها ما بدأت أشغاله ومنها ما سيشرع فيه قريبا، على رأسها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، ومشاريع الطاقة الريحية التي بدأت تظهر فيها توربينات عملاقة، إضافة إلى مصانع ومعامل ومستودعات ومراكز تجارية وتجهيزات سكنية وتجارية.

 

وتشهد الجهة تحولا حضريا واقتصاديا كبيرا، في ترجمة عملية للنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، ولا تقتصر هذه المشاريع على البنيات التحتية، بل ترسم ملامح تحول شامل يجعل من العيون قطبا حضريا وساحليا متميزا.

 

من بين أبرز المشاريع المستقبلية قنطرة الساقية الحمراء، أكبر جسر من نوعه في إفريقيا، بأساسات عميقة تصل إلى خمسين مترا، سيربط مدينة العيون بشاطئ فم الواد، مما يساهم في تخفيف حركة السير وتحسين الربط بين مختلف مناطق الجهة.

كما يشهد الميناء توسعة كبرى ستمنحه تحولات نوعية في بنياته ووظائفه، ليصبح إلى جانب دوره البحري والتجاري مصدرا لإنتاج الطاقة، ما يفتح آفاقا جديدة للاستثمار وفرص الشغل، ويعزز نشاط الصيادين ويزيد من عدد قوارب الصيد الساحلي والتقليدي.

 

من جهة أخرى، يشكل سد العيون بسعة تخزين تبلغ 113 مليون متر مكعب، دعامة أساسية لتأمين الموارد المائية وتعزيز الربط الطرقي بين ضفتي الوادي، بينما تتجه الجهة نحو تأهيل سواحلها وحمايتها من التآكل البحري ضمن مشاريع هندسية وبيئية متكاملة، خصوصا في شاطئ فم الواد الذي سيعرف طفرة سياحية بإنشاء كورنيش عصري يجمع بين الجمال الطبيعي والبنية الحضرية الحديثة.

 

تأتي هذه المشاريع ضمن رؤية متكاملة يقودها جلالة الملك محمد السادس للنهوض بالأقاليم الجنوبية، حيث يتكامل ورش العيون مع مشروع الطريق السريع تزنيت-الداخلة، ليشكل شريانا اقتصاديا واستراتيجيا يعزز الربط الوطني ويقوي موقع الجهة كبوابة للمغرب نحو عمقه الإفريقي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.