صحراء بينتي تريس : متابعة
أجرى رئيس جهة الداخلة وادي الذهب ينجا الخطاط حوار مع الجريدة الناطقة بالفرنسية “ماروك إيبدو” أجراه معه الصحفي نور الدين الجواهري بمناسبة تخليد الذكرى السادسة والأربعون لإسترجاع وادي الذهب إلى حاضرة الوطن هذا نصه مترجم إلى اللغة العربية :
ماروك إبدو: في أي سياق سياسي واجتماعي احتفلت جهة الداخلة وادي الذهب بذكرى 14 غشت؟
ينجا الخطاط: تحتفل جهة الداخلة وادي الذهب بالذكرى السادسة والأربعين لاستعادتها في سياق سياسي واجتماعي اتسم بالدلالة الوطنية السامية لتقديم علماء وأعيان وممثلي قبائل منطقتنا قسم الولاء لجلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله، وهو دليل ملموس على تمسكنا الراسخ بالعرش العلوي وتعبئتنا الدائمة للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة. علاوة على ذلك، وفي هذه الأثناء، يستعد منتخبو الجهة على أكمل وجه للاحتفال بذكرى 20 غشت، ثورة الملك والشعب. ويكفي القول إن الوحدة الترابية للمغرب خط أحمر بالنسبة لنا.
ويأتي هذا الاحتفال في سياق الانتصارات الدبلوماسية الكبيرة التي حققتها بلادنا، ثمرة التوجيهات الثاقبة لجلالة الملك محمد السادس، أعزه الله، والتي تُوجت بافتتاح العديد من القنصليات للدول الشقيقة والصديقة في مدينتي العيون والداخلة، واعتراف القوى العالمية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، بمغربية الصحراء ومصداقية مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل وحيد لهذا النزاع المفتعل.
كما يشهد على تثمين التحولات الإيجابية العميقة المسجلة على جميع المستويات منذ عودة هذه المنطقة إلى حضن الوطن الأم، والوتيرة المتزايدة لمسار التنمية الجهوية، التي تميزت بتنفيذ مشاريع كبرى في البنيات التحتية الأساسية والقطاعات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية، مما جعل المنطقة قطبًا واعدًا للنمو الاقتصادي يضمن الظروف المناسبة لخلق الثروة وفرص الشغل ومستوى معيشي لائق لجميع سكان المنطقة.
ماروك إبدو: في عام ١٩٧٩، عندما بايع شيوخ المنطقة ملك المغرب، كيف كان الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وخاصةً فيما يتعلق بالبنية التحتية الأساسية، مقارنةً باليوم؟
ينجا الخطاط: عند انتعاشها عام ١٩٧٩، عانت منطقة الداخلة وادي الذهب من نقص حاد في البنية التحتية الأساسية والمرافق الاجتماعية والاقتصادية. دفع هذا السلطات والمرافق العامة إلى بذل جهود جبارة لمعالجة هذا الإرث الثقيل ورفع تحدي تطوير هذه المنطقة على جميع المستويات البنيوية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، للارتقاء بها إلى مستوى مناطق المملكة الأخرى.
لقد مكّنت تعبئة هذه الوسائل والموارد من تعويض التأخير المتراكم وإجراء تغييرات عميقة غيّرت وجه المنطقة ويسرت تسجيل أداءات جيدة ومؤشرات جيدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي وضعتها من بين أهم جهات المملكة، في مجالات التنمية البشرية والاستثمار والجاذبية الاقتصادية، لا سيما بعد إطلاق جلالة الملك محمد السادس، رحمه الله، للجهوية المتقدمة والنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية وبرنامج التنمية المندمجة لجهة الداخلة وادي الذهب الناتج عن هذا النموذج التنموي الجديد.
وقد أدى تنفيذ هذا البرنامج إلى توفير مشاريع هيكلية في المنطقة، ساهمت في تطوير موقعها الجغرافي الاستراتيجي وإمكاناتها الاجتماعية والاقتصادية، مثل المشروع الضخم للميناء الأطلسي الجديد، والربط بالشبكة الكهربائية الوطنية، وتعزيز الربط الجوي والبري للمنطقة. بمعنى آخر، بين عامي 1979 و2025، شهدت الداخلة تحولاً حقيقياً في التنمية الاجتماعية والاقتصادية لخدمة السكان.
ماروك إبدو: تنمية المنطقة عامل رئيسي في حسم هذه القضية نهائيًا. هل تعتقد أن المجلس الجهوي الذي ترأسه يدرك هذا المعيار ويتصرف وفقًا لذلك؟
ينجا الخطاط: مما لا شك فيه أن عملنا داخل المجلس الجهوي مستوحى من الرغبة التي عبر عنها جلالة الملك في مناسبات عديدة في تنمية المنطقة وتهيئة الظروف المثلى لضمان رفاهية سكانها وتعزيز جاذبيتها الاجتماعية والاقتصادية.
تشهد ديناميكية التنمية القوية التي تشهدها منطقة الداخلة وادي الذهب على الجهود الدؤوبة لجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المجلس الإقليمي، لجعلها مركزًا حقيقيًا للتنمية ومحورًا للتبادل بين إفريقيا وأوروبا والبوابة الرئيسية للمملكة إلى امتدادها الأفريقي. إن
قناعتنا الراسخة، كمسؤولين منتخبين وممثلين شرعيين للسكان، هي أن التنمية الاجتماعية والاقتصادية لمنطقتنا لا يمكن أن تكون إلا عاملاً حاسمًا وميسرًا للحل النهائي والعادل والنهائي لهذا النزاع الإقليمي المصطنع. ومن المرجح أن يضمن مستقبلا مشرقا وحياة أفضل لجميع سكان المنطقة في إطار مملكة موحدة ومزدهرة.