صحراء بينتي تريس : السمارة
في خطوة مثيرة للجدل أعلن عن تنظيم “دورة الصحفيين الشباب بالسمارة” تحت شعار “حان الوقت لصناعة إعلامك المحلي” وكأن الإعلام المحلي في المدينة غائب أو غير موجود. السؤال الذي يفرض نفسه..! هل وصلت الجرأة بالمشرفين على هذه الدورة إلى حد إقصاء الإعلام المحلي وتهميشه تماما..!؟
السمارة “ماگط عادت” بلا إعلام بل تزخر بصحفيين ومؤسسات إعلامية محلية قدمت الكثير في تغطية الأحداث والمستجدات، وساهمت في نقل واقع المدينة بكل مهنية. فكيف يتم الترويج لفكرة “صناعة إعلام محلي جديد” دون إشراك هذه المؤسسات التي تشكل الركيزة الأساسية لأي عمل إعلامي جاد؟ هل هناك أجندة خفية تحاول تسويق مشهد إعلامي جديد على مقاس جهات معينة..!؟
غياب الإعلام المحلي عن هذه الدورة يبدو أنه إقصاء متعمد يعكس محاولة لإعادة رسم المشهد الإعلامي في السمارة. فمع تفعيل عمالة الإقليم لمكتب الإعلام والتواصل يثار تساؤل كبير آخر..! هل تبحث السلطات عن صناعة إعلام جديد على حساب الإعلاميين المحليين..!؟ وإن كان الأمر كذلك فما الهدف من هذه الخطوة..!؟
هل يريد منظمو الدورة تسويق “إعلام موجه” يخدم مصالح محددة..!؟ هل هي محاولة للالتفاف على الإعلام الحر والموضوعي لصالح تيارات معينة..!؟ هذه الأسئلة تبقى مفتوحة إلى أن يقدم المشرفون على هذه الدورة إجابات واضحة عن سبب تغييب الإعلام المحلي الذي كان ولا يزال حجر الزاوية في المشهد الإعلامي بالسمارة.
ما يحدث اليوم في دورة “الصحفيين الشباب” إهانة لكل إعلاميي السمارة الذين ناضلوا لسنوات من أجل نقل صوت المدينة.
إن إقصاء الإعلام المحلي هو خطيئة لا تغتفر، ومحاولة مشبوهة لإعادة تشكيل المشهد الإعلامي وفق أهواء من يريدون التحكم في الرأي العام. إن كان المنظمون يعتقدون أن السمارة خالية من الإعلام فليعلموا أن الإعلام المحلي هنا وسيظل رغم محاولات التهميش والإقصاء.