صحراء بينتي تريس : سعيد لعبيدي
قرار تأجيل إنتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الإستقلال إلى وقت لاحق ،أول قرار في الولاية الثانية لنزار بركة كأمين عام للحزب ،بعد تنصله من الإستمرار في تدبير أشغال المؤتمر الثامن عشر بالتوافق ،وهي مناورة سياسية حسب مهتمين بالشأن السياسي ليتسنى للرجل ربح المزيد من الوقت وإسترجاع أنفاسه وصناعة مجد جديد لعائلته التي ظلمها بلفريج قديما وأنصفها ولد الرشيد ورافع عن أحقية حفدة زعيم الحزب علال الفاسي في تسيير الحزب والمساهمة في تدبير الشأن السياسي للبلاد ،وفاء رجل صنع للحزب مناضلين ومريدين ومنتسبين له ولتنظيماته الموازية في منطقة صحراوية كان ولاء ساكنتها إلى حد قريب” للجماعة ” قبل أن يدعوهم ولد الرشيد ل “ضمير الأمة ” لمواكبة دولة المؤسسات والتوجيهات السامية لعاهل البلاد ،يقول بنو حسان لايعرف “الولي إلى الولي” وفاء ولد الرشيد وتقديره لتضحيات ومجهودات زعيم حزب الميزان علال الفاسي رسخته تجربته الشخصية وإشتغاله اليومي مع القاعدة والقمة والتواصل والبحث عن سبل توسيع دائرة المنتسبين للحزب والترافع عن برامجه ومناضليه وتاريخه وتسيير إخوانه الإستقلاليون لأغلب المجالس والغرف المنتخبة بالجهات الثلاث للأقاليم الجنوبية
وماجنح ولد الرشيد للتوافق ضعفا ،بل تغليبا لمصلحة الحزب ووفاءا لتضحيات زعمائه وقادته وإحتراما لمناضليه وزيادة منسوب الوحدة والتعادلية في خزان الحزب حسب تصريح المقربين منه
أما بخصوص مصير اللجنة التنفيذية للحزب فنزار بركة يخول له قانون الحزب مدة ستة أشهر لتشكيل اللجنة ،وتضيق عليه الخناق الالتزامات المالية المتعثرة للحزب والتي تقتضي تشكيل اللجنة وإختيار أمين مال الإستقلاليين ،بالإضافة إلى سحب التعديل الحكومي التي تلوح في الأفق ،وتعهدات الأوراق التنظيمية للمؤتمر التي تعهدت للوطن بالدفاع عن ثوابته ومقدساته بمرجعية إسلامية وهوية مغربية صرفة والمواطن بالعمل على إطلاق نفس سياسي جديد ديمقراطي وتنمية إقتصادية عمادها التوزيع العادل للثروات وتطوير السياسات الإجتماعية لتعالج إشكاليات الصحة والتعليم والشغل ،وهو ما يفرض على الأمين العام لحزب الإستقلال إخراج اللجنة التنفيذية بكوكتيل متجانس ينتصر لسادة وأبناء التنظيم أولا ،ويمحق الفكر الإقصائي ضد أبناء البلد الواحد مغرب التعدد ،وهو ما نتجرعه ونقرأه ونتصفحه عبر مجموعة من المقالات والتدوينات بصفحات وجرائد زملاء ينظرون للإنسان الصحراوي إبن المغرب أنه رجل بلباس فضفاض “دراعة” يرافقه جمله دائما يبيع رحلة على ظهره بشواطئ أكادير ،مروجين لأن هذا المغربي الذي يقطن بأقصى الوطن ،لايمكنه المساهمة في بناء هذا الوطن والجلوس في أماكن صناعة القرار
عزيزي القارئ ،خلال تغطيتنا ومواكبتنا لأطوار مؤتمر حزب الإستقلال ببوزنيقة ،وقفنا على حقيقة واحدة وهي أن حمدي ولد الرشيد شخصية جاذبة معجب بها جل من إلتقينا بهم كماكينة تواصلية قادرة على تجميع الناس من حولها بالعمل وممارسة السياسة بالصدق والوفاء للعهود والإلتزامات ولكن ذنبه الوحيد أنه صحراوي مغربي وحدوي يحب ملكه ووطنه ويعمل على تنمية مسقط رأسه حتى أصبحت تضاهي كبريات المدن بالمملكة
وختاما نتمنى ،أن لاتكون تقديرات الأمين العام نزار بركة في ولايته الثانية لحزب الإستقلال ،كتقديرات “أذربال” المبنية على نصيحة” حاتبوت” فشرب شرابا حسبه سيرفعه إلى أعلى سماء فحطه أسفل الأرض في رواية سيرة حمار للمفكر إبن الجنوب الدكتور حسن أوريد .