صحراء بينتي تريس : لعبيدي سعيد
حضر الجميع لدورة تكوينية كتب في ملفها الوصفي أنها من أجل تطوير الإعلام المهني والفاعلين بالمجال الإعلامي بالإقليم ،وغيب المهنيين عن المشاركة في تشخيص علل جسم صحفي نحيل يعاني من إنعدام الدعم ومشانق معلقة يوميا قدره أنه لم يخترها !!
تناوب على ركح الدورة التكوينية للإعلام المحلي الغائب جله يوم أمس بمركز الإستقبال بالسمارة ،ثلة من الشخصيات القديرة الاكاديمية و السياسية والإعلامية المحلية والجهوية والوطنية ،والجميع أثنى وأشاد وأكد أن الإعلام المحلي شريك أساسي ،وهو ذات الإعلام الذي إختارت الجهات المنظمة أن تكون الجلسة الإفتتاحية كصلاة الغائب عليه .
قد لايعرف الكثير من الساسة والعوام والمسؤوليين أن الكتابة اليومية تجعل صاحبها على تماس يومي مع المسؤول ومع المجتمع ومع جميع شرائحه وهو مايعرض هذه الإنتاجات الصحفية التي تنتجها المؤسسات المهنية للتأويل الخاطئ والتحوير والتحريف والتدليس ولسوء الفهم أحيانا ،ولكن قدر الصحفي أنه لايختار مجتمعه .
الهوة إتسعت بسبب أقاويل وبهائت (الكدية) وزادت إتساعا مع المطالبة بضرورة إشراك الإعلام المهني المحلي وتسجيله لموقف رفضه عبر بيان جاء ليوقف ما أعتبرته المؤسسات المهنية محاولة للإلتفاف على مكاسب الجسم الصحفي والقفز على مجهوده والتشكيك في كفاءته والتسويق له أنه إعلام ضعيف وأنه إعلام يجب إعادة تدويره .
ومن سخرية الأقدار أن هناك من يتربص بالجسم وهم ذات المتربصون الذين يحاولون الضرب في قناعة الجسم الصحفي وخلق صراعات دونكوشوتية بين الجسم الواحد والتسويق للإختلاف مع عمالة الإقليم أنه خلاف على الأرض أو الإرث كخلاف لمهيدي وإخوته في مسلسل وجع التراب للأستاذ الجامعي والمخرج شفيق السحيمي ،والحقيقة أن المؤسسات الإعلامية المهنية بالسمارة لاخلاف شخصي لها مع العمالة ولكن تختلف معها في طريقة تدبير الشأن الإعلامي وترفض الوصاية وفرض الصوت الواحد لإيمانها بالتعددية والإختلاف من أجل الصالح العام والتدافع بأقلامها نحو النقاش الديمقراطي والفكر بالفكر والإنتصار للوطن وقضاياه،وهي أقلام لاتستل من محبرة الحق إلى حين تكثر الأراجيف حول الوطن .
نحن في السمارة لسنا بحاجة لمن يعلمنا “الهرم المقلوب” ولا فنون التحرير الصحفي والتصوير بل بحاجة إلى من يعلمنا في دورة تكوينية كيف نتواصل مع من أذانهم لاتسمع سوى الصوت الواحد !!
إن غيمة الصوت الواحد التي بدت تخيم على سماء سمارتنا العالمة نتمنى أن لاتمطر حتى ننجح في تنمية الإقليم ونتمكن من تجاوز أول إختبار بنجاح الإحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة بالسمارة ،وأن نستمطر سماء كفاءة الإقليم ونأتي “بالسحاب” على حد تعبير أحد شيوخ وأعيان الإقليم ،وهذا كله لن ننجح فيه دون التأسيس أولا لمقاربة تشاركية غير إقصائية ،والقطع مع الذي ينصح بوضع الملح في الوقت الذي ينتظر منه أن ينصح بوضع السكر .
ختاما نؤكد أننا سنبقى دائما رافضين للإقصاء وشامخين ضد محاولات إجتثات المقاربات التشاركية كأحد ركائز الحكامة والمأسسة وأيضا جزء من الحل وأقلامنا تحت رهن إشارة من يخدم الإقليم بمقاربات تشاركية غير إقصائية ومدافعين عن توجهات الدولة وبرامجها داخل الإجماع الوطني ونعتز بقناعاتنا التي تحترم جميع زملاء المهنة بالإقليم وخارجه والفاعلين بالحقل الإعلامي ،وكما نرفض أن تمارس الوصاية علينا نرفض أن نمارس الوصاية على أحد !!
كل عام وممتهني مهنة المتاعب بالعالم بألف خير ..