جهة الداخلة وادي الذهب… 100 مشروع هيكلي

0

صحراء بينتي تريس : الصباح 

الجهة تجسيد لنجاح النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبيةشهدت جهة الداخلة وادي الذهب قفزة تنموية كبيرة، خلال السنوات التسع الأخيرة، بعدما أطلق الملك محمد السادس برنامج تنميتها، في فبراير 2016، المندرج في إطار تفعيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي جعل من جهة الداخلة وادي الذهب، ورشا مفتوحا للإنجازات، حتى شهدت طفرة تنموية حقيقية في السنوات الأخيرة، من خلال إنجاز أزيد من 100 برنامج ومشروع هيكلي ومشاريع محلية، باستثمارات إجمالية فاقت 17 مليار درهم، الرامي إلى ضمان اندماج نهائي لهذه الأقاليم في الوطن الموحد، وتعزيز إشعاع الصحراء المغربية كمركز اقتصادي وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، وواجهة القوة الناعمة للدبلوماسية المغربية، التي أثمرت فتح العشرات من قنصليات الدول الإفريقية.إنجاز: عبد الجليل شاهي (الداخلة)

من يزور جهة الداخلة وادي الذهب اليوم، لا يمكن له إلا أن يلاحظ المجهود التنموي الكبير، الذي تحقق على جميع المستويات، والذي جعل الصحراء تتوفر على كل مقومات المدن الحديثة، من حيث الخدمات والتجهيزات الأساسية، والمعاهد والجامعات والأنشطة الاقتصادية والتجارية بفضل المناخ المشجع على الاستثمار وخلق المقاولات. وقدم الخطاط ينجا، رئيس جهة الداخلة وادي الذهب، حصيلة المجلس الجهوي للفترتين الانتدابيتين، 2015 – 2021 وفترة 2021 – 2027 خلال دورته العادية لشهر مارس الماضي، معتبرا أن الحصيلة كانت إيجابية ومشرفة، لأنها همت العديد من البرامج والمشاريع المهيكلة الكبرى، بما يناهز 4 ملايير و 630 مليون درهم، التي همت إنجاز برامج أفقية للقرب تقوم على أربعة محاور رئيسية هي تعزيز البنيات التحتية (الكهرباء، الماء الصالح للشرب، التطهير)، وإنعاش الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتأهيل العنصر البشري، والارتقاء بالثقافة، بالإضافة للمجال الصحي والفلاحي وكذا الصيد البحري ومشاريع السكن الاجتماعي والنقل واللوجستيك من خلال الطريق السريع تزنيت الداخلة، ودعم الجماعات الترابية بالجهة.حصيلة اعتبرها المجلس الجهوي إيجابية، و تؤكد بالملموس انخراط الجهة في ورش الجهوية المتقدمة، كما أن الجهة تشق طريقها قدما لتشكل قطبا اقتصاديا حقيقيا يربط المغرب بعمقه الإفريقي، وتصبح مركزا إقليميا وعالميا في خدمة التنمية المشتركة في مختلف المجالات.وعمل المجلس الجهوي على تمويل وتفعيل وإنجاز مجموعة من البرامج والمشاريع من أجل تسريع إنجاح عملية التنمية المحلية على جميع الأصعدة والقطاعات، في إطار تحقيق الأهداف التنموية التي تبناها. ومن أبرز المشاريع المنجزة:

المشاريع الصحيةيعد مشروع بناء المصحة الدولية متعددة التخصصات ” سيداك”، من أهم مشاريع مجلس جهة الداخلة وادي الذهب الرامية إلى تعزيز البنية التحتية الصحية بالجهة وتحسين ولوج المواطنين للخدمات الطبية الأساسية و توفير مجموعة من الاختصاصات والخدمات الطبية.وعملت الجهة مع شركاء في القطاع العام والخاص وشركة نامات الإسبانية على إطلاق هذا المشروع سنة 2021، على بعد 6 كيلومترات من مطار الداخلة الدولي شمال المدينة، بتكلفة إجمالية بلغت 143 مليون درهم، على مساحة 2 هكتار، إذ ستتكفل الشركة الإسبانية بتجهيز وتسيير المصحة وفق دفتر تحملات و اتفاقية شراكة مبرمة ما بين الجهة و الشركة ذاتها.يعتبر المشروع الذي بلغ تقدم إنجازه أزيد من 50 في المائة، حلا للقطع مع مشاكل التنقل إلى الأقاليم المجاورة من أجل الاستفادة من الخدمات الصحية، كما ينسجم مع أهداف مشروع تعميم الحماية الاجتماعية، وتوجيهات الملك محمد السادس التي دعت إلى الانفتاح على تجارب المصحات الدولية و الشراكة معها، وفتح قطاع الصحة أمام الكفاءات الأجنبية و الاستثمار الأجنبي، عبر فتح مزاولة مهنة الطب أمام الكفاءات الأجنبية من الأطباء والممرضين، وتحفيز المؤسسات الصحية العالمية على العمل والاستثمار في القطاع الصحي بالمملكة.كما يوفر مشروع المصحة الدولية المتعددة التخصصات عدة نطاقات طبية، كقاعة الاشعة والتشخيص بالصور والمستعجلات والصيدلية والمختبر والجراحة والتصفية لمرضى الكلي والولادة وطب الأطفال، بطاقة استيعابية بلغت 80 سريرا، ليضع حدا للمشاكل الصحية بالجهة، وينهي مشاكل التنقل إلى أكادير ومراكش من أجل الاستشفاء..كما انخرطت الجهة في برنامج تحسين الخدمات الصحية بالمؤسسات الصحية بجهة الداخلة وادي الذهب، بشراكة مع المديرية الجهوية للصحة لجهة الداخلة وادي الذهب، كما تم إبرام اتفاقية مع جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، من أجل المساهمة في تدارك الخصاص في الأطر الطبية بالجهة وذلك لتكوين أطباء على 4 دفعات من حاملي شهادة البكالوريا من أبناء جهة الداخلة وادي الذهب، ووقعت العديد من الاتفاقيات مع جمعيات المجتمع المدني المتخصصة في المجال الصحي، بمساهمة مالية بلغت أزيد من 32,44 مليون درهم.مشاريع سكنية للأسر الهشةبرمج المجلس الجهوي مجموعة من المشاريع السكنية بجهة الداخلة وادي الذهب، تهدف إلى إنجاز أزيد من 1000 مسكن اجتماعي بتاروطة بإقليم وادي الذهب، و500 مسكن ببئر كندوز على مستوى إقليم أوسرد، لفائدة الأسر الهشة وذات الدخل المحدود، بقيمة بلغت أزيد من 351,3 مليون درهم، وتم تنفيذ الدفعات الاولى، في إطار اتفاقية شراكة مبرمة بين مجلس جهة الداخلة وادي الذهب ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة وولاية جهة الداخلة وادي الذهب و عمالة إقليم أوسرد.وبلغ مشروع بناء مجمع سكني بتاروطة، نسبة 95 في المائة، في الشطر الأول، على مساحة إجمالية وصلت 5 هكتارات، بتكلفة 210,57 ملايين درهم، فيما انتهت أشغال الشطر الاول من مشروع بناء مجمع سكني ببئر كندوز، المكون من 94 وحدة سكنية، على مساحة 2 هكتارات، بكلفة 29,66مليون درهم، كما تم إنجاز مشروع بناء 50 وحدة سكنية بمركز بئر إنزران، بكلفة بلغت 12 مليون درهم، بالإضافة إلى مشروع إنجاز مساكن وظيفية بثكنة القوات المساعدة بتاورطة، و دعم الجمعيات بقطاع السكن كجمعية المصالح الاجتماعية للقوات المساعدة.وسيساهم برنامج بناء 1500 سكن اجتماعي بالجهة الذي سطره المجلس الجهوي، في حل مشكل السكن بمدينة الداخلة بالنسبة للفئات الاجتماعية الهشة و محدودة الدخل، كما سيوفر مساحات خضراء وتجهيزات ومرافق سوسيو اقتصادية ورياضية.

تأهيل البنيات التحتيةتسعى جهة الداخلة وادي الذهب إلى تحسين ظروف سكان الجهة بتبني جميع المشاريع الكبيرة المعززة للبنية التحتية بالجهة، والتي ستساهم في تعزيز جاذبية الجهة وتحسين مجالها، كما يعد تأهيل البنيات التحتية بالجهة من الأولويات التي تحظى بأهمية بالغة، إذ حظيت مشاريع التجهيز والبنية التحتية والربط الطرقي والجوي، بأزيد من 2.11 مليار درهم، من ميزانية المجلس الجهوي. ومن بين أبرز المشاريع التي ستعزز البنيات التحتية للجهة و الرفع من جاذبيتها المجالية و خلق متنفس جديد بمعايير عالية للترفيه لفائدة زوار وساكنة الجهة، مشروع المنتزه الجهوي متعدد التخصصات، على مساحة 21 هكتارا، بتكلفة بلغت 94 مليون درهم، وهو في مرحلة انطلاقة العمل، وسيتكون من مكتبة ومقهى ومطعم، ونادي للأطفال، و6 أكشاك و6 مراحيض ومركز تسوق، وحديقة تزلج، و 4 ملاعب لكرة القدم المصغرة، وملعبين للتنس، ومساحة للكرة الحديدية، ومنطقة للنحت، وأخرى للأطفال ومطاعم ومسرح مفتوح، ومنطقة نزهة مظللة ومساحة خضراء ومقر إداري.وتشمل قائمة المشاريع أيضا تطوير الطريق الساحلي بإقليم وادي الذهب الذي يمتد على مسافة 1,2 كيلومتر. وسيتطلب هذا المشروع، الذي هو في مرحلة دراسة التنفيذ، استثمارا بقيمة 35 مليون درهم. ويمكننا أن نذكر، أيضا مشروع تهيئة كورنيش الداخلة بمنطقة الحرايات، والذي سيكلف 121 مليون درهم، منها حصة قدرها 77 مليون درهم منحتها الجهة.وأطلق المجلس دراسات لإنجاز العديد من المشاريع المتعلقة بتنمية المرحلة الأولى للمنطقة الصناعية. ويهم هذا المشروع الذي تبلغ قيمته 110 ملايين درهم تشييد شبكات الصرف الصحي والتزود بالمياه الصالحة للشرب وتوزيع الكهرباء وكذا تعبيد الطرق. كما تعتزم المنطقة إحداث سوق الجملة للفواكه والخضروات وسوق للمواشي بجماعة العرقوب وسيعمل هذان المشروعان على تعبئة استثمار بقيمة 70 مليار درهم.كما استفادت منطقة بئر کندوز من مشروع للصرف الصحي السائل منجز بنسبة 100%، بكلفة 60 مليون درهم. ويتضمن هذا المشروع الممول بالكامل من قبل مجلس الجهة، بناء شبكة صرف صحي بطول 15.5 كيلومترا ومحطتي ضخ ومحطة معالجة على شكل بحيرة طبيعية بقدرة 487 مترا مكعبا في اليوم، كما أبرم المجلس 6 اتفاقيات شراكة مع عدة جماعات بالجهة، بمبلغ إجمالي يصل إلى 371 مليون درهم. وبذلك يقدم المجلس للسلطات المحلية المختلفة الدعم المالي لإنجاز البنية التحتية وإنشاء المرافق والتجهيزات الأساسية لتحسين جودة الخدمات المقدمة للسكان.

تأهيل الربط الطرقي والجويمن بين أهم المشاريع المرتبطة بالبنيات التحتية، نجد مشروع الطريق السريع تيزنيت-الداخلة، والذي يندرج في إطار البرنامج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية للمملكة، وتثنية الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين تيزنيت والعيون على طول 555 كيلومترا، وتعزيز وتوسيع الطريق إلى 9 أمتار بين العيون والداخلة على طول 500 كيلومتر، بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 10 ملايير درهم.ومن إيجابيات مشروع الطريق السيار تيزنيت الداخلة، أنه سيعطي دفعة قوية لتدفق التبادل البشري والمبادلات الاقتصادية والثقافية بين المملكة وبلدان، من قبيل موريتانيا والسنغال ومالي، ويساهم في تقوية البعد القاري للأقاليم الجنوبية والتأثير الإستراتيجي للمغرب في إفريقيا .وسيكون لهذا المشروع الكبير وقع مباشر على المعيش اليومي لسكان عشرة أقاليم جنوب المغرب، وسيمكن من تقليص مدة وكلفة التنقل وتحسين انسياب حركة السير ومستوى الخدمة والسلامة الطرقية، كما سيسهل حركة نقل البضائع بين المدن الجنوبية للمملكة والمراكز الرئيسية للإنتاج والتوزيع، وسيكون له تأثير اقتصادي واجتماعي مفيد للغاية بالنسبة لسكان الجهات المعنية، سيما من خلال تشجيع الاستثمار العام والخاص، وخفض تكلفة النقل، وتحسين عرض خدمات اللوجستيك ونقل الأشخاص والبضائع، ويمول الطريق السريع تيزنيت الداخلة، من قبل الدولة والجهات الأربع المعنية (العيون الساقية الحمراء، وسوس ماسة و كلميم واد نون، والداخلة واد الذهب) في حدود 8,5 ملايير درهم، يضاف إليها مليار درهم لمشروع الطريق الدائرية غرب العيون، على طول 7 كيلومترات، ومعبر واد الساقية الحمراء.كما وافق مجلس الجهة على ميزانية قدرها 67,6 مليون درهم لزيادة الرحلات الداخلية والدولية من وإلى الجهة وتحقيقا لهذه الغاية، وقعت عدة اتفاقيات مع الشركة الوطنية للخطوط الملكية المغربية، ومع الشركة العربية للطيران منخفضة التكلفة وشركة ريو كنار، ويهدف هذا المشروع، الذي تبلغ كلفته الإجمالية 115 مليون درهم، إلى تعزيز الربط مع المدن الرئيسية كالبيضاء ومراكش وأكادير والعيون بالإضافة إلى وجهات أخرى في الخارج، مثل لاس بالماس.

ميناء الداخلة الأطلسي… العمق الإفريقييعتبر ميناء الداخلة الأطلسي من المشاريع، التي ستساهم في الاندماج الاقتصادي والاجتماعي لهذه الأقاليم مع العمق الإفريقي للمغرب، وسيمكن من دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والصناعية للجهة في جميع القطاعات الإنتاجية (الصيد البحري، الفلاحة، التعدين، الطاقة، السياحة، التجارة، الصناعات التحويلية وغيرها)، كما سيعمل على تزويد المنطقة ببنية تحتية لوجستيكية حديثة ومتطورة، ستمكن من استقطاب الفرص المستقبلية، التي يوفرها قطاع النقل البحري على المستوى الدولي.ويكتسي الميناء أهمية إستراتيجية لجهة الداخلة وادي الذهب، باعتباره بوابة بحرية جديدة نحو منطقتي إفريقيا الغربية والأمريكيتين، كما تم تشييده بمحاذاة منطقة اقتصادية تمتد على مساحة تقدر بـ 1650 هكتارا، بهدف تقديم خدمات صناعية ولوجستيكية وتجارية عالية الجودة، وأن الطاقة الاستيعابية لهذا الميناء الجديد تقدر بـ 35 مليون طن موزعة على 5 ملايين طن من المحروقات، ومليون حاوية من فئة 20 قدما (10 ملايين طن)، و20 مليون طن من البضائع المختلفة. أما بالنسبة لمنتوجات الصيد البحري، فتقدر بـمليون طن، كما تم اعتماد تصميم قابل للتطوير والتوسعة لهذا المشروع، حيث سيتم إنشاء ميناء بالمياه العميقة على الساحل الأطلسي لجهة الداخلة – وادي الذهب، وفقا لثلاثة مكونات.ويضم المكون الأول ميناء تجاريا على عمق -16 م / صفر هيدروغرافي، بأرصفة يصل طولها إلى 1175 مترا وأراض مسطحة تبلغ 11.34 هكتارا، فيما يشمل المكون الثاني ميناء مخصصا للصيد الساحلي، بأرصفة يصل طولها إلى 1147 مترا وأراضي مسطحة تبلغ 14,8 هكتارا. أما المكون الثالث، فيضم ميناء مخصصا لإصلاح السفن، سيكون مجهزا برافعة للبواخر بسعة 700 طن.وفي قطاعات التجارة والصناعة وتشجيع الاستثمار توجد بالأساس ثلاثة مشاريع بقيمة إجمالية تبلغ 330 مليون درهم، مدرجة في عقد برنامج 2021-2015 الموقع مع وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي السابقة، الأول يتعلق بتجهيز وتدبير منطقتين للتوزيع والتجارة بكل من بئر كندوز والكركرات بقيمة 160 مليون درهم بمشاركة 50 مليونا من الجهة، أما المشروع الثاني فيتعلق بالتنمية الاقتصادية والترابية للجهة وأنجز بالكامل بتمويل قدره 40 مليون درهم ساهمت فيه الجهة بمبلغ 10 ملايين درهم، أما المشروع الثالث الذي أوشك على الانتهاء فيتعلق بتأهيل المنطقة الصناعية بحي السلام بالداخلة بكلفة 130 مليون درهم، منها 68 مليونا تعهدت بها الجهة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.