مؤتمر حزب الاستقلال في أبريل

0

صحراء بينتي تريس:الصباح

لقاء خماسي في بيت بركة يضع النقط على حروف مستقبل الحزب

احتضن بيت نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، أول أمس (السبت) بالرباط، اجتماعا مطولا من أجل وضع آخر اللمسات على خريطة المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب، ووضع النقط على الحروف بخصوص وضعيته التنظيمية.
وشكل الاجتماع، الذي يأتي بعد الاجتماع الثنائي بين بركة وحمدي ولد الرشيد، بداية لحل «البلوكاج»، وحضرته خمسة أسماء استقلالية بارزة، هي الأمين العام وولد الرشيد والنعم ميارة وعبد الصمد قيوح ونور الدين مضيان.
واتفق المجتمعون، بعد تهديدات من الداخلية، بخصوص عدم عقد المؤتمر الوطني لـ «الميزان» في وقته المحدد، على تحديد أبريل المقبل سقفا زمنيا لعقده، والدعوة إلى عقد اجتماع للجنة التنفيذية «الميتة»، ومنح الأوكسجين للجنة التحضيرية لاستدراك الزمن الضائع.
ودخل حزب الاستقلال مرحلة السكتة القلبية التنظيمية، بعدما فشل في عقد مؤتمره الوطني وفقا للنظام الأساسي، وهو ما تسبب في حرمانه من الدعم العمومي.
وكان حزب الاستقلال، في أصعب اللحظات التي مرت في تاريخه، ملتزما بمواعيد انعقاد مؤسساته التنظيمية، وتلك كانت قوته الضاربة، لكنه يعجز اليوم عن عقد حتى دورة للمجلس الوطني للحزب، الذي يعتبر برلمانه، إذ لم ينعقد حضوريا منذ ما قبل جائحة كورونا.
ولا يغيب حزب الاستقلال فقط عن المستوى التنظيمي والتأطيري، فهو غائب تماما عن الساحة السياسية والحزبية، إذ يصنع حدثا ولا يتفاعل مع الأحداث، كما أن نخبه إما أنها من الموالين للقيادة الحالية، وهي صامتة بحكم الولاء، وإما أنها من أنصار التجربة السابقة والقيادات التقليدية، التي لم تعد ترى فائدة في الحديث باسم حزب جامد وعاجز عن تحمل وزنه التاريخي.
أما على المستوى الحكومي، تقول مصادر استقلالية، فنصف الوزراء المحسوبين عليه، لا حضور لهم على مستوى عمل الحكومة، وما تقتضيه مسؤوليتهم الحكومية من حضور دائم في دواليب الحزب وعلى مستوى الأقاليم.
واتهمت المصادر نفسها، اللجنة التنفيذية بارتكاب جريمة في حق أجيال من المناضلات والمناضلين، إذ أن شلل «الماكينة» التنظيمية للحزب قتل التواصل الداخلي وتبادل الأفكار والتدافع والصراع التنظيمي، الذي كان يمنح حيوية وروحا للحزب، مضيفة أن هذا الأمر تجاوز المؤسسات الوطنية، إلى تنظيمات وهيآت الحزب التي تعرف بدورها شللا مزمنا، بل امتد الأمر إلى الأقاليم، إذ لا تعقد المجالس الإقليمية التي كانت تعتبر قلب التنظيم الحزبي، بما توفره من مساحة للنقاش وطرح مشاكل الأقاليم.
ويتساءل استقلاليون عن الحصيلة التي ستتوجه بها القيادة الحالية إلى المؤتمر الوطني، سيما وسط انقسام صامت يعتقد الأمين العام للحزب بأنه يمكنه تجاوزه بالرهان على اللقاءات المغلقة.
ويجمع الاستقلاليون الحقيقيون على أن هذا الانحدار التنظيمي غير المسبوق في تاريخ الحزب، نتيجة طبيعية للوضع الداخلي، الذي يتم تدبيره بمنطق «يدي ويد القابلة».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.